كل ما يجب معرفته عن الكورتاج

عملية التوسيع والكحت (الكورتاج) Dilatation and Curettage (D&C)

مقدمة

عملية التوسيع والكحت، المعروفة أيضًا باسم “الكورتاج” (Dilatation and Curettage أو D&C)، هي إجراء طبي يُستخدم لتشخيص وعلاج عدد من الحالات الصحية المرتبطة بالرحم. يعد هذا الإجراء من الأساليب الشائعة في مجال طب النساء والتوليد، وهو ينطوي على توسيع عنق الرحم (التوسيع) ثم استخدام أداة خاصة تسمى “الكحتة” لإزالة أنسجة الرحم. قد يتم استخدام الكورتاج لأغراض طبية متعددة تشمل العلاج أو التشخيص، وفي بعض الأحيان قد يكون جزءًا من الإجراءات التي تلي الحمل أو الولادة. سنعرض في هذا المقال تفاصيل شاملة حول عملية التوسيع والكحت، استخدامها، تقنياتها، المخاطر المحتملة، والأمور المرتبطة بالتعافي منها.

ما هي عملية التوسيع والكحت (D&C)؟

التوسيع والكحت هو إجراء جراحي يتم في العيادات أو المستشفيات، حيث يتم من خلاله إزالة الأنسجة من بطانة الرحم. يتطلب الأمر توسيع عنق الرحم باستخدام أدوات طبية خاصة قبل إزالة الأنسجة بواسطة أداة الكحت، التي قد تكون إما أداة يدوية أو جهاز كهربائي.

دواعي إجراء عملية التوسيع والكحت

تُستخدم عملية التوسيع والكحت في العديد من الحالات الطبية، وهذه بعض منها:

1. الإجهاض غير المكتمل أو الإجهاض التلقائي: في حال حدوث إجهاض غير مكتمل حيث تبقى بعض الأنسجة في الرحم، يتم إجراء الكورتاج لإزالة هذه الأنسجة.

2. النزيف المهبلي غير الطبيعي: في حالات النزيف المهبلي الغزير أو الذي لا يتوقف، قد يستخدم الأطباء الكورتاج كوسيلة للتحقق من السبب وراء النزيف وإيقافه.

3. التشخيص المبكر لبعض الأمراض: مثل تشخيص حالات الأورام الليفية أو السرطان، حيث يتم إجراء الكورتاج لأخذ عينات من الرحم لفحصها تحت المجهر.

4. وجود أنسجة غير طبيعية داخل الرحم: قد تكون الأنسجة غير الطبيعية ناتجة عن ورم ليفي أو تضخم غير طبيعي في الرحم، أو قد تكون نتيجة لتغيرات هرمونية.

5. الخلل الهرموني: في حالات الاضطرابات الهرمونية التي قد تؤثر على الدورة الشهرية أو تؤدي إلى تضخم بطانة الرحم، يمكن استخدام التوسيع والكحت كعلاج.

كيف تتم عملية التوسيع والكحت؟

تتم عملية التوسيع والكحت عبر عدة خطوات:

1. التخدير: عادةً ما يتم إجراء العملية تحت تأثير التخدير العام أو الموضعي، وذلك يعتمد على حالة المريض وتوجيهات الطبيب.

2. توسيع عنق الرحم: قبل إجراء الكحت، يجب أن يتم توسيع عنق الرحم، وهي عملية قد تتم باستخدام موسعات خاصة. هذه الخطوة ضرورية للسماح للأداة الطبية بالوصول إلى الرحم بأمان.

3. إزالة الأنسجة: بعد التوسيع، يتم استخدام أداة خاصة تُسمى “الكحتة” لإزالة الأنسجة من بطانة الرحم. قد تكون الكحتة عبارة عن أداة يديوية أو قد يتم استخدام جهاز كهربائي في بعض الحالات.

4. التحقق والتأكد: بعد إزالة الأنسجة، يتأكد الطبيب من عدم وجود أي أنسجة متبقية في الرحم ومن أن العملية قد تمت بنجاح.

5. التعقيم والخياطة: في حال كان هناك أي جرح في عنق الرحم أو في منطقة العملية، يتم خياطة الجرح في حال كان ذلك ضروريًا.

الأنواع المختلفة من التوسيع والكحت

هناك نوعان رئيسيان من عملية التوسيع والكحت، وهما:

1. التوسيع والكحت التشخيصي: حيث يتم استخدام هذا النوع من الكورتاج لأغراض تشخيصية، مثل أخذ عينات من الرحم لفحصها بحثًا عن وجود أورام أو التغيرات الخلوية التي قد تشير إلى السرطان.

2. التوسيع والكحت العلاجي: وهو النوع الذي يُستخدم لإزالة الأنسجة غير الطبيعية من الرحم، سواء كان ذلك بسبب الإجهاض أو الحالات المرضية الأخرى.

المخاطر والآثار الجانبية المحتملة

على الرغم من أن عملية التوسيع والكحت هي إجراء شائع نسبياً وآمن، إلا أن لها بعض المخاطر والآثار الجانبية المحتملة التي يجب على المرضى أن يكونوا على دراية بها، وهذه تشمل:

1. التهابات الرحم: يمكن أن تؤدي العملية إلى الإصابة بالتهاب في الرحم إذا لم يتم اتباع تقنيات التعقيم بشكل صحيح أثناء العملية.

2. النزيف: بعد إجراء الكورتاج، من الممكن حدوث نزيف مهبلي خفيف قد يستمر لبضعة أيام. لكن إذا استمر النزيف لفترة طويلة أو كان شديدًا، يجب على المريضة استشارة الطبيب.

3. ثقب الرحم: في حالات نادرة، قد يتسبب الإجراء في حدوث ثقب في جدار الرحم، وهو ما يتطلب جراحة إضافية.

4. التخثر الدموي: قد تحدث جلطات دموية في الرحم بعد الكورتاج، وهو ما قد يستدعي مزيد من العلاج.

5. مضاعفات التخدير: كما هو الحال مع أي إجراء جراحي، قد تترافق عملية التوسيع والكحت مع بعض المخاطر المرتبطة بالتخدير، مثل ردود الفعل التحسسية أو صعوبة التنفس.

6. مخاطر الحمل في المستقبل: قد تؤثر العملية في بعض الحالات على قدرة المرأة على الحمل في المستقبل، خاصة إذا كانت قد خضعت لإجراءات متكررة أو كانت قد تعرضت لإصابة شديدة أثناء العملية.

العناية بعد العملية

بعد إجراء التوسيع والكحت، يتطلب المريض بعض العناية والمتابعة لضمان التعافي التام. تشمل الإرشادات التي يقدمها الأطباء بعد العملية ما يلي:

1. الراحة: من المهم أن تحصل المرأة على الراحة الكافية في الأيام القليلة بعد العملية.

2. الابتعاد عن الجماع: ينصح الأطباء بتجنب الجماع لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى شهر بعد العملية، حسب الحالة الصحية للمريضة.

3. المتابعة مع الطبيب: قد يتطلب الأمر إجراء فحوصات دورية للتأكد من عدم وجود أي آثار جانبية أو مضاعفات بعد العملية.

4. الأدوية: قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف الألم أو لتجنب الالتهابات، ويجب أن يتم تناول هذه الأدوية وفقًا للتعليمات.

5. مراقبة النزيف: يجب على المرأة متابعة نزيفها بعد العملية، وفي حال كان النزيف شديدًا أو مستمرًا لفترة طويلة، يجب الاتصال بالطبيب.

هل هناك بدائل لعملية التوسيع والكحت؟

رغم أن التوسيع والكحت هو إجراء شائع وفعال، إلا أن هناك بعض البدائل التي قد ينصح بها الأطباء في بعض الحالات. تشمل هذه البدائل:

1. العلاج بالأدوية: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية للمساعدة في التخلص من الأنسجة غير الطبيعية في الرحم، مثل الأدوية التي تعزز عملية الإجهاض أو أدوية لمعالجة مشاكل النزيف.

2. العملية بالليزر: في بعض الحالات، يمكن استخدام الليزر لإزالة الأنسجة غير الطبيعية في الرحم.

3. المنظار الرحمي: وهو إجراء يعتمد على استخدام كاميرا صغيرة يتم إدخالها عبر عنق الرحم لمراقبة الرحم وإجراء العملية دون الحاجة لفتح الرحم.

خاتمة

عملية التوسيع والكحت (D&C) هي إجراء طبي مهم يُستخدم لعلاج وتشخيص عدد من المشكلات الصحية المتعلقة بالرحم. رغم فعاليتها، يجب أن يتم إجراؤها تحت إشراف طبي مختص وبأعلى معايير الأمان، نظرًا للمخاطر والمضاعفات المحتملة. بعد العملية، يتطلب الأمر متابعة طبية دقيقة، ويجب على المريضة الالتزام بتوجيهات الطبيب للحصول على أفضل نتائج والتعافي السريع.